يعاني العديد حول العالم من سرطان القولون، وتكثر الأسئلة حول هذا المرض، فالبعض يريد معرفة مدى سرعة انتشار سرطان القولون بالجسم.
والبعض الآخر يبحث عن إذا ما كان هذا السرطان يعود مرة أخرى بعد إجراء عملية الاستئصال أم يمكن الشفاء منه تمامًا بعد الجراحة، إلى جانب بعض الأسئلة الأخرى التي تشغل البال.
لذا حرصنا في هذا المقال على الإجابة بشكل مفصل عن تلك الأسئلة.
بالإضافة إلى ذلك فإننا نلقي الضوء أيضًا على أعراض مرض سرطان القولون وكيفية علاجه بشكل صحيح.
فلنبدأ رحلة الإجابة.
هل سرطان القولون سريع الانتشار؟
دعنا نتحدث في البداية عن بعض المعلومات الخاصة بسرطان القولون ثم نتطرق إلى الإجابة عن هذا السؤال.
ما هو سرطان القولون ؟
سرطان القولون عبارة عن نمو غير طبيعي في خلايا القولون والمستقيم يبدأ بتكتلات حميدة ثم تتحول تلك التكتلات إلى سرطانات خلال 10-15 عام من تواجدها، ويعد من أكثر أنواع السرطان انتشارًا حول العالم.
كم سرعة انتشار سرطان القولون ؟
لكن رغم ذلك إلا أننا نجد أن سرطان القولون ينتشر ببطء، وبالتالي يمكن السيطرة على انتشاره وعلاجه بالعديد من الطرق.
أظن أن الأمر قد اتضح، أليس كذلك؟
هل يمكن أن يعود سرطان القولون مرة أخرى بعد استئصاله؟
دعني أخبرك هنا أن سرطان القولون لا يعود بعد استئصاله في أغلب الحالات، لكنه قد يعود في بعض الحالات في خلال 3-5 سنوات من الاستئصال، ويرجع ذلك لبعض الأسباب التي من أبرزها:
- انتشار الخلايا السرطانية في مكان آخر قبل الاستئصال.
- وجود بعض الخلايا السرطانية في نفس المكان بعد الاستئصال.
- عمق السرطان، فزيادة العمق تزيد من فرصة عودة الإصابة.
لنكمل.
في تلك الحالة قد تحتاج إلى إجراء عملية استئصال أخرى أو استخدام العلاج الكيميائي، ويقرر الطبيب أي طريق علاجي هو الأنسب تبعًا للحالة.
ما هي أعراض سرطان القولون سريع الانتشار؟
تتعدد أعراض الإصابة بسرطان القولون، ومنها:
1- تغيرات في حركة الأمعاء.
تحدث لمريض سرطان القولون بعض التغيرات في حركة الأمعاء، فقد يعاني من الإمساك أو الإسهال، ويشعر أن الأمعاء غير قادرة على تفريغ كل ما بها.
إلى جانب ذلك فإنه يشعر أيضًا بآلام بالبطن، ونتيجة ذلك نجده يقلل كمية الطعام التي يتناولها خلال اليوم مما يؤدي إلى فقدان الوزن، والشعور بالإرهاق والتعب.
2- وجود نزيف أثناء التبرز.
في حالة الإصابة بسرطان الأمعاء يلاحظ المريض وجود دم أثناء التبرز، دون أن يصحب ذلك أي علامة من علامات الإصابة بالبواسير مثل:
- ألم وقت التبرز.
- تدلي جزء من الوعاء الدموي الموجود بمنطقة الشرج.
- التهيج.
3- تغير في شكل البراز.
يتغير شكل البراز عند الإصابة بهذا السرطان، فيتحول إلى شكل شريطي نتيجة وجود تغيرات بالقولون.
لماذا أقول لك ذلك؟
دعني أخبرك هنا أن بعض أعراض سرطان القولون تتشابه مع أعراض أمراض أخرى، وبالتالي لا نستطيع تأكيد الإصابة بهذا المرض بالاعتماد على تلك الأعراض فحسب، لذا أؤكد على أهمية عرض الحالة على الطبيب لإجراء الكشف المبكر والاطمئنان على الصحة.
أعلم ما يدور في ذهنك الآن، لعلك تتساءل عن طرق علاج سرطان القولون، لنتعرف عليها في السطور القادمة.
كيف يتم علاج سرطان القولون؟
تتعدد طرق علاج سرطان القولون، ويحدد الطبيب طريقة العلاج المناسبة تبعًا للحالة، ومن أبرز الطرق المستخدمة نجد:
1- الجراحة .
عادة ما يلجأ الطبيب إلى إجراء الجراحة لإزالة سرطان القولون، فيتم عمل ذلك في حالة:
- إذ ما كان السرطان صغيرًا وفي مرحلة مبكرة .
- نمو السرطان في القولون.
- تفاقم الحالة والوصول إلى مرحلة متأخرة.
2- العلاج بالإشعاع .
يتم الاعتماد على هذا النوع من العلاج لتقليص حجم سرطان كبير قبل خضوع المريض إلى العملية الجراحية، ويمكن استخدامه أيضًا للقضاء على الخلايا السرطانية.
3- العلاج الكيميائي.
يمكن استخدام العلاج الكيميائي للقضاء على الخلايا السرطانية، من ثم نجد أن المريض يخضع لهذا النوع من العلاج بعد إجراء الجراحة، للقضاء على الخلايا السرطانية المتبقية، وتقليل فرصة رجوع سرطان القولون مرة أخرى بعد الاستئصال.
إلى جانب ذلك نجد أيضًا أنه قد يُستخدم في:
- تقليل حجم الورم قبل العمليات الجراحية، وذلك لتسهيل إزالته.
- تخفيف الأعراض في حالة عدم القدرة على إزالة سرطان القولون جراحيًا.
- تقليل الآثار الجانبية بعد الجراحة في المرحلة الثالثة من الإصابة.
هل يمكن علاج سرطان القولون بالأعشاب؟
لعلك تقرأ الكثير من العناوين التي تخبرك بأنه يمكن علاج سرطان القولون بالأعشاب، لكن دعني أكون صادقًا معك وأوضح نقطة ضرورية جدًا ولا بد من التركيز فيها جيدًا.
ينخدع الكثير من الناس ببريق الكلمات، ويتهافت البعض على استخدام الأعشاب في علاج الأمراض، ورغم أننا نعلم فائدة تلك الأعشاب في تحسن بعض الحالات المرضية، وأهميتها في الجانب الطبي إلا أنه من المستحيل الاعتماد عليها في علاج الأمراض المزمنة.
هل تتخيل أن هناك عشبة ما ستقضي على تكتلات أو خلايا سرطانية بالأمعاء وتمنع تطورها وانتشارها؟
بالطبع لا.
ولا يوجد أي دليل علمي يبرهن على قدرة الأعشاب على علاج سرطان القولون أو غيره من أنواع السرطان.
لذا لا تستمع أبدًا إلى غير المختصين الذين يرشحون لك بعض الأعشاب ويوهمونك أنها ستقضي تمامًا على هذا المرض، فإلى جانب أنها غير فعالة في علاج سرطان القولون نجد أنها قد تضرك أكثر مما تفيدك، فأنت لا تعلم طبيعة تلك الأعشاب، وقد تكون مختلطة بمواد مغشوشة ومضرة للصحة.
اتضح ما أقصده، أليس كذلك؟
إذا كنت تعاني بالفعل من سرطان القولون فابدأ رحلة علاج صحيحة مع طبيبك المختص حتى لا تتفاقم حالتك، ولتتمكن من السيطرة عليها.
الخلاصة :
يعد سرطان القولون واحدًا من أشهر أنواع السرطان المنتشرة حول العالم، ورغم ذلك نجد أنه ينتشر في الجسم ببطء، لذا فهناك فرصة للسيطرة عليه وعلاجه.
عادة ما يتم اعتماد الجراحة لعلاج سرطان القولون، ولا يعود السرطان مرة أخرى في بعض الحالات بعد الاستئصال، لكن أحيانًا ما يعود مرة ثانية نتيجة عدة أسباب كما ذكرنا.
إلى جانب الجراحة فهناك بعض الطرق الأخرى التي يمكن استخدامها في التعامل مع سرطان القولون، ومن أبرزها:
- العلاج بالإشعاع.
- العلاج الكيميائي.
أؤكد هنا أنه لا يوجد دليل علمي على وجود عشبة يمكن الاعتماد عليها في علاج سرطان القولون، لذا لا تنخدع بالكلام المزيف.
وهنا أخبرني إذا كان لديك أي سؤال بخصوص سرطان القولون وانتشاره وكيفية علاجه فلا تتردد في تركه بالتعليقات وسأجيب عليك.